U3F1ZWV6ZTU0OTY5ODE1MzM1ODYwX0ZyZWUzNDY3OTcxMjgwMTI1OQ==

* **عند منعطف الذاكرة: قصة حب ولدت من رحم النسيان**

 

*   **عند منعطف الذاكرة: قصة حب ولدت من رحم النسيان**



في رحاب مدينة تحتضن بين جنباتها صروح العلم وجمال الطبيعة، حيث تتمازج الحضارات وتتلاقى الأفكار، نشأت حكاية جمعت بين قلبين، وصاغت من الألم والأمل قصة حب أبدية.

*   **عند منعطف الذاكرة: قصة حب ولدت من رحم النسيان**

في رحاب مدينة تحتضن بين جنباتها صروح العلم وجمال الطبيعة، حيث تتمازج الحضارات وتتلاقى الأفكار، نشأت حكاية جمعت بين قلبين، وصاغت من الألم والأمل قصة حب أبدية.

كان "يزن" طبيبًا لامعًا

 ينتمي إلى عائلة عريقة ذات صيت مرموق في المجتمع. لم يكن نبوغه مقتصرًا على تفوقه الأكاديمي فحسب، بل كان يتمتع بشخصية آسرة، تجمع بين الرزانة والتواضع، وبين العلم والأخلاق. في أحد المؤتمرات الطبية الدولية التي أقيمت خارج البلاد، وجد يزن نفسه في مقهى أنيق، يحتسي قهوته الصباحية، مستعدًا ليوم حافل بالمعرفة والتبادل الثقافي.

 

  • في الجانب الآخر من القصة، كانت "ليان" طالبة طب في سنتها الأولى، مفعمة بالحيوية والطموح.
  •  كانت منحة دراسية قد قادتها إلى هذه المدينة البعيدة، حيث كانت تسعى جاهدة لتحقيق حلمها بأن
  •  تصبح طبيبة تخدم مجتمعها. في ذلك اليوم المشؤوم، شعرت ليان بآلام حادة في بطنها، أربكتها
  •  وأفقدتها صوابها. اندفعت تبحث عن أقرب حمام، لكنها لم تستطع التعبير بوضوح عن حاجتها
  •  للموظفين، فزادت حيرتها وتضاعف ارتباكها.

 

لم يغب عن ناظري يزن

 حال الفتاة المسكينة، فراقبها بابتسامة عفوية، معجبًا بتلقائيتها وعفويتها. لم يتمالك نفسه، فأشار إلى حارس المقهى لتقديم المساعدة لها. ما إن انتهت ليان من حاجتها وخرجت، حتى أدركت أنها فقدت طريق العودة. كانت المدينة غريبة عليها، وخبرتها في التعامل مع الغرباء محدودة. لم تجد ليان مفرًا من البكاء، فانسابت دموعها على وجنتيها، تعبر عن يأسها وعجزها.

 

  1. لم يستطع يزن تحمل رؤية دموعها، شعر وكأن سهامًا اخترقت قلبه، وكأن رابطًا خفيًا يجمعه بها منذ
  2.  الأزل. اقترب منها بلطف وعرض عليها المساعدة. كانت ليان ترى فيه منقذًا، فارسًا أتى لينتشلها من
  3.  ضياعها. شعرت بانجذاب غريب نحوه، وكأن سهمًا اخترق قلبها، أسَرَها بأسره وأخذه بجماله. عاملها
  4.  يزن بكل احترام وود، لكن القدر كان يحمل لهما مفاجأة غير سارة.

 

أثناء عودتهما، اصطدم بهما شاب متهور

 فسقطا في مياه قناة مائية. كانت ليان تعاني من فوبيا الماء، إثر حادث مؤلم تعرضت له في طفولتها، كادت تفقد حياتها خلاله. لاحظ يزن ذعرها واستسلامها، فهرع لإنقاذها، وأخرجها من الماء وهي ترتجف. كان قلبه يخفق بقوة، لم يشعر بمثل هذا الإحساس من قبل، وكأن ليان هي حواء التي اختصها الله له وحده.

 

  • ما إن استعادت ليان وعيها، حتى شعر يزن وكأن روحه عادت إليه. لاحظا وردة جميلة على ضفة
  •  القناة، فأعربت ليان عن حبها الشديد للورود. أوصل يزن ليان إلى سكنها الجامعي، ودعاها لتناول
  •  العشاء في مطعم فاخر. قبل الموعد، ذهب يزن إلى فنان متخصص بالوشوم وطلب منه أن يضع وشماً
  •  لوردة مماثلة على ساعده، لتكون ذكرى أبدية للقائهما الأول، وللحب الذي تملك قلبه من النظرة
  •  الأولى.

 

استعدت ليان للموعد، وارتدت أجمل فستان أبيض لديها، وتوجهت إلى المطعم. لكن المفاجأة كانت مؤلمة، فقد تأخر يزن ولم يحضر. بينما كان يزن في النادي الرياضي، سمع بالصدفة حديثًا بين اثنين من زملائه في الجامعة. كان أحدهما يخطط لتخدير ليان والااعتداء عليها، انتقامًا لرفضها المستمر لإعجابه. قرر يزن التدخل لإنقاذها، فانطلق مسرعًا إلى مكان الموعد.

 

لكن القدر كان له رأي آخر

 فبينما كان يزن يقترب من الشابين، ظهرت شاحنة مسرعة من العدم، واصطدمت به بقوة. كان الحادث مروعًا، وأصيب يزن بجروح خطيرة، وباتت حياته معلقة بين الحياة والموت. شاءت إرادة الله أن يكتب له عمرًا جديدًا، لكنه استيقظ فاقدًا للذاكرة القريبة.

 

  1. أما ليان، فقد وقعت ضحية للمؤامرة الخسيسة. تم تخديرها، لكن زميلها الذي خطط للاعتداء عليها
  2.  تعاطى جرعة زائدة من المخدر، أودت بحياته. تخلص صديقه من الجثة ولفق التهمة لليان، التي
  3.  استعادت وعيها لتجد نفسها محاطة برجال الشرطة، وبجوارها جثة زميلها.

 

دمرت هذه الحادثة حياة ليان، فقد تعرضت للتنمر والتحرش في الجامعة والسكن، وأينما حلت. بعد ثلاث سنوات من المعاناة، قررت العودة إلى بلدها، واستكمال دراستها في جامعة محلية، والعمل لتغطية نفقاتها، بعد أن فقدت منحتها الدراسية بسبب القضية.

 

في أحد الأيام

 وبينما كانت ليان تسير في الجامعة، رأت يزن أمامها. لم تعرف ماذا تفعل، هل تفرح بعودته، أم تحزن على ما فاتها. أما يزن، فقد كان فاقدًا للذاكرة، لكنه شعر بوخزة في قلبه ما إن رآها. اعتقدت ليان أنه يتجاهلها، فابتعدت عنه بحزن وأسى.

 

  • بعد ثلاثة أشهر، استضافت جامعة ليان مؤتمرًا طبيًا، وكان يزن من بين المدعوين. رأته ليان بالصدفة
  •  وهمت بالرحيل، لكنها لاحظت الوشم على ساعده، فتوقفت في حيرة. شعر يزن بشيء غريب تجاهها
  •  وكأن ذكريات مبهمة تومض في ذهنه كلما اقترب منها.

 

لاحقها يزن، مصممًا على التعرف عليها. حينها أدركت ليان حقيقة ما حدث له، وأنه فقد ذاكرته بسبب الحادث. أخبرته بكل شيء، فشعر بصدمة عنيفة، وفقد وعيه من شدة الحزن. عادت إليه جميع ذكرياته، واكتشف أن الحادث كان مدبرًا من قبل عمه، الذي كان يطمع في ثروته وثروة والده الراحل.

 

شعرت ليان بالشفقة على يزن

 وقررت الوقوف بجانبه. اتفقت معه على إخفاء حقيقة عودة الذاكرة، والتوقف عن تناول الأدوية التي كان يعطيها له عمه، والتي كانت تهدف إلى تدمير عقله. جمع يزن كل الأدلة والوثائق التي تثبت تورط عمه في محاولة قتله، وفي جرائم أخرى كالسرقة والاختلاس. تم القبض على العم الشرير، ونال جزاءه العادل.

 

  • أما يزن وليان، فقد تزوجا وعاشا في سعادة غامرة. كانت ليان الحب الأول والأخير في حياة يزن،
  •  وكانت النور الذي أضاء دربه، والبلسم الذي شفى جراحه. أثبتت الأيام أن الحب الحقيقي قادر على
  •  الانتصار على كل الصعاب، وأن الأمل يمكن أن يولد من رحم الألم. وهكذا، انتهت قصة يزن وليان،
  •  لتكون شاهدًا على قوة الحب والإرادة، وقدرة الإنسان على التغلب على أقسى الظروف.


النهاية

تعديل المشاركة
author-img

Tamer Nabil Moussa

الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة